• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / مختارات الحج


علامة باركود

حلقات إذاعية "الحج والتزكية": (5) اغتنام الوقت في العمل الصالح

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


تاريخ الإضافة: 9/11/2009 ميلادي - 21/11/1430 هجري

الزيارات: 11146

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحلقة الخامسة
اغتنام الوقت في العمل الصالح 


يعيش المسلمون هذه الأيام في موسم عظيم من مواسم الطاعات، أيام عشر ذي الحجة، التي أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها أن العمل فيها أفضل من العمل في سائر أيام العام على الإطلاق، لما ورد في صحيح البخاري وغيره من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ما العمل في أيام العشر أفضل من العلم في هذه)). قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء))[1].

وفي رواية للترمذي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ))، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ))[2].

دل هذا الحديث على أن العمل في هذه الأيام أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء، وفي رواية ما من أيام العمل فيها أفضل. ففيها يكون العمل أفضل من غيره، وإن كان في غيرها مفضولاً، واستثني من ذلك المجاهد الذي خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء، فهذا الجهاد بخصوصه أفضل.

ومما يدل على فضل هذه الأيام: أن الله سبحانه وتعالى أقسم بها بقوله: {والفجر وليال عشر} والليالي العشر هي ليالي عشر ذي الحجة، كما ذكره ابن كثير عن ابن عباس وابن الزبير ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف، وقيل فيها: العشر الأول من محرم[3]، وقيل: العشر الأخير من رمضان، والصحيح الأول كما ذكره ابن كثير.

ومن ذلك أيضاً: اجتماع أمهات العبادات فيها: الصلاة والصوم، والصدقة والحج، والذكر والنسك.

وفيها أفضل الأيام عند الله وهو يوم النحر كما في الحديث: ((أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر ))[4].

أيها المستمعون الكرام، حجاج بيت الله الحرام:
إن فضل هذه الأيام يشترك فيها الحاج وغير الحاج، إلا أن الحاج يتميز عن غيره في هذه الأيام بأنه يؤدى فيها عملاً من فضائل الأعمال وهو الحج، كما أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن فضله، لما في (صحيح البخاري) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ))، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ((جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ))، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ((حَجٌّ مَبْرُورٌ))[5].

فاجتمع للحاج في سبيل الله عمل من أفضل الأعمال، في أفضل أيام العام على الإطلاق، ولا شك أن هذا الاجتماع فرصة عظيمة للحاج في تزكية نفسه وذلك بالحرص على تحقيق الحج المبرور الذي ليس له جزاء إلا الجنة.

ومن جانب آخر؛ فإن إدراك الحاج لقيمة هذه الأيام، واغتنامها في طاعة الله سبحانه وتعالى بما تيسر من أنواع الطاعات، وصنوف القربات، له أثر عظيم في تزكية النفس وفلاحها، وأنواع الطاعات كثيرة، ومنها على سبيل المثال:

المحافظة على الصلاة في وقتها، فهذا أيضاً من أفضل الأعمال، كما أخبر بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم، كما في (صحيح البخاري)، من حديث ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ))[6].

وهذا أمر عظيم يجب على الحرص عليه. وكيف يتصور من حاج قطع الفيافي والقفار، وترك أهله وماله وعياله، حاجاً في سبيل الله أن يفرط في الصلاة؟! ومن فرط في الصلاة ففي حجه نظر.

ومما تزكو به نفس الحاج من الأعمال الصالحة في هذا الموسم العظيم:
حرصه على ما يتيسر له من الأعمال الفاضلة كالطواف والتلاوة والذكر والدعاء، والصدقة، وإرشاد الضال، وإعانة المحتاج، وخدمة الإخوان.

ولقد ضرب سلف هذه الأمة أمثلة رائعة في خدمة الإخوان في الحج، فقد قال مجاهد: صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه، فكان يخدمني.

وكان كثيرٌ منهم يشترط على أصحابه في السفر أن يخدمهم اغتناماً لأجر ذلك؛ منهم: عامر بن عبد قيس ، وعمرو بن عتبة بن فرقد، مع اجتهادهما في العبادة في أنفسهما، وكذلك كان إبراهيم بن أدهم يشترط على أصحابه في السفر الخدمة والأذان.

وكان ابن المبارك يطعم أصحابه في الأسفار أطيب الطعام وهو صائم، وكان إذا أراد الحج من بلده مرو، جمع أصحابه، وقال: من يريد منكم الحج؟ فيأخذ منهم نفقاتهم، فيضعها عنده في صندوق فيقفل عليها، ثم يحملهم وينفق عليهم أوسع النفقة، ويطعمهم أطيب الطعام، ثم يشتري لهم من مكة ما يريدون من الهدايا والتحف، ثم يرجع بهم إلى بلده، فإذا وصلوا صنع لهم طعاماً، ثم جمعهم عليه، ودعا بالصندوق الذي فيه نفقاتهم، فرد إلى كل واحد نفقته.[7].

أيها المستمعون الكرام، حجاج بيت الله الحرام:
من الأعمال التي تزكو بها النفوس في هذا الموسم العظيم: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاصة في موسم الحج، وفي المشاعر المقدسة، فكم يرى الإنسان من الأخطاء التي تقع منهم في الحج فعليه أن يجتهد في توجيه الناس وإرشادهم بما يتيسر من قول وفعل، ولكن كما قال - سبحانه وتعالى -: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}.

فكثير من الناس في هذه المواسم بحاجة ماسة إلى من يوجههم ويرشدهم إلى ما يصلح حجهم.

كما لا ننسى أيضاً طرفاً من الأعمال الفاضلة التي تزكو بها النفوس التي يمكن للحاج القيام بها، وهي إطعام الطعام وسقاية الماء، فهناك بعض من الحجاج ينتقلون بين المشاعر لا يحملون معهم زاداً، إما لفقده أو لفقد ما يحملونه عليه.

وبالجملة أخي الحاج عليك أن تحرص على زكاة نفسك بإكثار الأعمال الصالحة في هذا الموسم العظيم.

ـــــــــــــــــــــ
[1] كتاب العيدين، حديث رقم 969 .
[2] كتاب الصوم، حديث رقم 757 (ترقيم أحمد شاكر) .
[3] ذكره ابن جرير ولم يعزه إلى أحد.
[4] أخرج الإمام أحمد وأبو داود برقم 1765.
[5] كتاب الحج ، حديث رقم 1519.
[6] كتاب التوحيد ، حديث رقم 7534.
[7] انظر : ابن رجب الحنبلي ، لطائف المعارف ص 247،148.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة